الوقاية من الحرائق

أن التعرّف على المشكلات والتحديات الحالية هي جزء من الحل! وبالتالي ينبغي إيجاد حلول مناسبة لها من خلال تدعيم تصاميم المباني لتتحمل الحرارة العالية فترة زمنية أطول قبل بدء تأثرها بالحرائق، هذه التوجهات الحديثة في سلامة البناء نتيجة تكرار نشوب الحرائق الكبيرة في المجمعات السكنية والصناعية في جميع أنحاء العالم في السنوات الأخيرة أدى إلى زيادة الوعي بأهمية دراسات السلامة من الحرائق عند تصميم المباني وتنفيذها وصيانتها.

إن توفير الاحتياطات الوقائية من مرحلة التصميم يساهم في حماية الهيكل الإنشائي من أخطار الحريق مما يدعم مقاومة انهيار المبنى بفعل الحريق مدة زمنية مناسبة، بالإضافة للسيطرة على الحريق داخل المبنى ضمن أقل مساحة ممكنة، ومنع انتقاله من وإلى المباني المجاورة! وتتم تحديد مواصفات مواد البناء المستخدمة وفق معايير كود البناء السعودي، والميزة تكمن في جودة البناء التي غالباً ما ستكون مثالية بسبب معايير الجودة المنضبطة، وكذلك يساهم تطبيق الكود في متانة الهيكل الإنشائي للمباني، والحماية من الكوارث الطبيعية، بالإضافة إلى مساهمته في الوقاية من الحرائق، وتقليل استهلاك الكهرباء وكونها موفرة للتكاليف؛ بالتالي تنعكس على سرعة الإنجاز والأمان.

يقع عاتق دور إدارة الوقاية على المديرية العامة للدفاع المدني في دراسة المخططات الهندسية في المراحل المعمارية والمتعلقة بمكافحة الحرائق، والتي تشمل العديد من الأنظمة مثل أنظمة الإنذار والإطفاء والتهوية في جميع المباني السكنية، وتسعى إلى تطبيق التأمين الإلزامي، الذي يهدف إلى وضع الحد الأدنى من المتطلبات والإشتراطات التي تحقق سلامة وإستقرار وثبات المباني والمنشآت، وتوفير البيئة الصحية والإضاءة والتهوية الكافية؛ حمايةً للأرواح والممتلكات من المخاطر المرتبطة بالمباني.

الخلاصة، يمكننا الاستهانة بأعداد الخسائر البشرية والمادية التي تسببت بها الحرائق حول العالم، فقد يكون السبب الأكبر في ذلك هو قلة الوعي بأسباب ومخاطر الحرائق المنزلية وعد امتلاك الخبرة الكافية في كيفية التعامل مع الحرائق المنزليه، وقد تكون الأضرار الناجمة عن الحرائق صغيرة أو لربما فقط مادية، إلا أنه في بعض الأحيان قد تتسبب الحرائق المنزلية بمآسي لا تُنسى، ولأن حياتنا وأرواح أطفالنا وعائلاتنا هي أغلى ما نملك، علينا اتخاذ بعض التدابير الاحترازية التي من شأنها أن تبعدنا عن تجربة لا تُحمد عقباها.